Wikipedia

Search results

Friday, September 13, 2019

الوعي

ب رغم ازدياد الوعي حقه وزيفه .وبرغم ايمان كثير من البشر بأرواحهم يقين الايمان والجوهر .رغم الوصول للحب الالهي .هناك دائما وصول لنقطه الولوج للاشيئ وكل شيء .الوجوديه والعدم .
خروج من الماده للاشيء
وهبوط من الاشيئ للماده
قانون طرف مفقود
سر الوجود
#يتبع

Friday, September 6, 2019

سر الوجود_قبل ان ازهد بكل شيء ساستزيد من كل شيء

عرف الإنسان أن سر الوجود كامن فى المحبة وأدرك أن المعرفة ليست فعلا
عقليا بل فعل داخلي ينبع من محبة الكل وينتهي فيها هكذا اكتشف الإنسان
أن جوهر الحكمة يتمثل فى شعورنا بالجمال والمحبة والحقيقةقبل أن أزهد في كل شيء.. سأستزيد من كل شيء .. لأن كل شيء وافر .. فلماذا هذا الشح ومم الخوف ..لماذا كل هذا الشعور الأحمق بالذنب .. اذا نحن حلمنا.. أو تمنينا.. أو اشتهينا .. أو طمحنا.. لماذا الخوف من النفاد … ان كان ما نخاف من نفاده لا ينفد
ان التكيف مع القليل فضيلة اذا كانت الفضيلة تعني كل ما يفضي الى راحة البال وقلة الألم للكل… هنا يصبح التكيف مع القليل فضيلة .. لأن المتكيف مع القليل في هذه الحالة يصبح مرتاح البال من الرغبة في المستحيل .. ولكن هذا صحيح فقط في حالة المستحيل … اي حالة من لا يعرف أي طريقة يستزيد بها ويحقق مشتهاه… أما لمن وجد السبيل… ولو كان صعبا … فالتمرد بالنسبة له يصبح الفضيلة … التمرد على الواقع الذي يمكن تغييره..
أما في حالة ذلك العاجز .. الذي عليه أن يتكيف مع القليل… فهو يستطيع ان يتمرد رغم تكيفه … هذا التناقض موجود … يتكيف مع القليل كي يستحمل العالم … وتحمل العالم اللامعقول هو تمرد على طبيعة هذا العالم … .. الذي لا يحتمل … وأفضل استجابه للاجدواه …
ضمن تكيفك تمرد .. واخلق عالمك الخاص… ولو كان ضمن حدود عقلك …. فهذا العالم بظواهره وبناسه وبتاريخه يريدك ان تفكر بطريقة معينة .. فإذا أنت تمردت على هذه الطريقة في التفكير كنت متمردا … رغم تكيفك مع بؤسك أو ضعفك أو قبحك

أجمل صوفي متمرد كان السهروردي المقتول، فرغم أنه أصبح حكيما متألها في عمر مبكر جدا، وامتلك مفاتيح العرفان والعلم الإلهي، الا انه لم يكن مجرد زاهد، بل اراد ان يستزيد من كل شيء قبل ان يزهد في كل شيء. وأراد القوة قائلا: لا بد أن أملك الأرض
. .
هو

.

لما كان “النظام” طريقة لتهذيب الحقيقة وكأنها غير مهذبة، أو كأن التهذيب شرط لتقبلها، كان من الطبيعي أن تنشأ وتحت وطأة النظام نفسه ردة فعل تعيد الاعتبار للحقيقة، شيء من الصعلكة الجامحة التي هي مع كل جموحها ردة فعل “مهذبة” كونها رغم حساسيتها النقدية المفرطة للترتيب الموجود، غير معنية بدخول صراع تناحري يؤجل الحقيقة، حجتها الشرعية هي الحقيقة الغائبة أبدا، والرفق المطلوب أبدا، والحب الدائم أبدا ،وإذا كانت -ردة الفعل- في تجاوبها مع ما هو موجود هنالك “مهذبة”، فهي وقحة بحب، تحتقر تهذيبها الذي لا غنى عنه،و تتمرد على ما هنالك بتجاهله وعمل كل ما يتصور النظام أنه تمكن من أن يكون عائقا في وجهه
images

تبطل النظام دون أن تتحداه، وتنهي فاعليته دون أن تصارعه، بالحقيقة والحب تتكيف، وبهما تتمرد
ومن هنا انطلق الصوفي المتمرد، دون أن يعرف نفسه أو يثقلها بالوصف، هو ببساطة الشاهد المحب العاذر المشتهي، هو المتجرد دون تكلف، هو الذي يتذكر أنه وراء كل شيء، وراء كل حادث أو صراع أو غاية أو صورة، مساحات شاسعة من اللا شيء، لذا لا يجد صعوبة في أن يتقبل كل شيء، و أن يبدأ من جديد في كل لحظة
هو ذلك الذي يعيش مع تناقضاته، يتمرد عليها بقبولها، يثور بالاستسلام للجبرية مع الشهادة الساخرة عليها .. تمرد على المصير وتكيف معه
حياده تجاه نفسه، مقابل بابه المفتوح أبدا للملذات والموصد أمام الأوجاع
فتوره تجاه العالم، مع كل هذا التعاطف مع الآخرين
هو المحب وإن كره … المتقلب كيفما اتفق .. المعتذر كثيرا … الفاتر وإن أبدى الاهتمام … خمرته لا تسكر ولا تعربد.. بل يخوض بها خروج نفسه إلى الخارج .. وحشيشه لا يغيبه ولا يفسد حضوره… بل يخوض به دخول نفسه إلى الداخل…
هو الشاهد أبدا … لا ليصدر الأحكام ولا للمعرفة ولا للعبرة… هو المحايد تجاه نفسه، الساخر من ضآلتها إذا ما شعر لصوفيته أنه الكل، المتعالي على ضآلتها بالحلم، إذا ما ألح عليه تمرده
هو الذي إذا رأى أن شيئا ما قد غلب، اشتاق إلى نقيضه
هو الذي يجد في الاحتيال على النظام تحديا أكبر له من إسقاطه
هو الذي يستسلم لأعتى شهواته بلا اي شعور بالذنب ولأنبل ساعاته بلا أي شعور بالرضا عن النفس
وهو الذي لا يهتم لكونه كذلك، إنه أنت حين تعيش كل شيء تمليه عليك اللحظة، لذا أحبك لأنك أنا و هم، أيها الأنت
أليس كل واحد من السبعة مليارات، على الأقل، هو ذلك الأنت؟
اللوحة الناقصة

tumblr_lv4hm4MnUj1r24kzco1_500


حدثني الصوفي المتمرد عن اللوحة الناقصة .. وذلك حين سألته عن طابع هذا العالم
هذا الماتريكس .. التجربة الواعية الذاتية المنفصلة … التي ينفرد بها كل واحد منا … فهي عالمه .. هي كل ما هنالك بالنسبة له ..
فقال لي:
إن هذا الواقع الافتراضي مشروط بالانفصال … وجود تجارب واعية ذاتية منفصلة ينتج عنها لكل واحد منا إيجو أو (أنا) تخوض العالم بنفسها …
وحين سألته : هل من سبيل إلى اللاعنف المطلق .. أو اللاحكمية المطلقة … أو اللاسلطة المطلقة .. أو المحبة المطلقة … أو المعرفة المطلقة؟
أجابني:
إن هذه هي كلها سبل الاستنارة وجوهر ما هنالك .. ولكن شرط هذا العالم أن لا تكتمل هذه السبل ..
فاللاعنف سبيل … امض فيه قدر استطاعتك … تجنب العنف .. لكن اللاعنف المطلق لا يمكن تحقيقه كاملا في هذا الواقع … فبعض العنف مشروط من طبيعة الواقع الافتراضي نفسه .. مفروض بقوانين الطبيعة التي تفرض سلما غذائيا وكائنات تسبب الأمراض منها ما هو مجهري .. عنف لا غنى عنه .. وألم لا غنى عنه .. حتى عند غلي الماء قد تموت بعض الكائنات .. وكذلك عند العلاج … وإقناع الكائنات الأخرى باللاعنف غير ممكن … اللاعنف المطلق لا يمكن تحقيقه ضمن هذا الواقع إلا بالموت .. بالكف عن الفعل .. أي أن شيئا من العنف هو من شروط الحياة
واللاحكمية سبيل … لا تخرج منه ما استطعت … لكنه أيضا لا يكتمل كلية إلا بالكف عن الفعل والانفعال … أي بالموت .. وضمن هذا الواقع الافتراضي أو العالم، ستكون بعض الأحكام من شروط الحياة نفسها …
وكذلك السلام الكامل .. والعدالة الكاملة … واللاسلطة الكاملة
المحبة اللامشروطة مثلا ،، ستفلت منك حتما في بعض الأحيان لأن استحضار اللاشيء الذي هو كل شيء لن يكون بوسعك دائما …
كل هذه السبل لا تعرف الكمال ضمن هذا العالم … وكأن البشرية هي –كما يخلص البير كامو في “السقطة”- لا يمكن أن تتخلص من الخطئية …
ولما سألته: كيف نمضي في هذه السبل قدر استطاعتنا
قال لي:
لست حرا ما دمت تسعى .. لا تسع إلى الخير .. وبقدر ما تكون صادقا في كل شيء في شهادتك على التجربة الذاتية الواعية التي أنت محصور فيها طالما كنت “أنت” فقط.. وفي حالة الانفصال.. أي في الحياة … بقدر ما تمضي في تلك السبل دون أن تسعى إليها
والأهم .. أن لا تسعى إلى إثبات أي شيء …
ولكن مهلا… أليس الحرص على عدم محاولة إثبات شيء .. سعيا .. يتحول في النهاية عادة إلى محاولة لإثبات أنك لا تحاول الإثبات
ان شيئا من كل ذلك هو شرط هذا الوجود المنفصل في تجربته الواعية … لا يمكن الافتكاك من الايجو تماما الا عند الموت
لذا فالعيش بتلقائية كبيرة .. وعدم محاولة الظهور بأي مظهر … وعدم الحرص على أي شيء .. هي سمات الصوفي المتمرد.. الذي لا يمانع أن يموت في سبيل الحق .. ويذكره التاريخ على أنه أخس خسيس … ويبصق الناس على قبره كل يوم … ان يعيش في سبيل اللاعنف.. فيموت على أيدي من يزاودون عليه بالإنسانية .. الصوفي المتمرد يصل إلى الحياد إزاء نفسه … فهو الشاهد أبدا … ولو أنه يرى حياته تعرض أمامه من موقع ال”هو” .. فقد يدين نفسه ألف مرة قبل الآخرين … ويتلذذ ويشفى صدره حين يعاقب على شيء ما …
فالأنا ليست حقيقية … بل هي ورطة الشهادة … هذه التجربة الواعية الذاتية هي ما “قدر له” أن يشهد عليه… لكنها ليست هو .. لأنه لا هو .. فالكل هو.. وهو الكل
هو لا يهمه أن يظهر بمظهر الحكيم … او بمظهر من لا يشتهي .. حتى أخس الأشياء .. أو بمظهر من يبالي لوجع الآخرين دائما .. أو بمظهر من لا يحقد … فإذا كره .. بدا عليه .. ولم يزعجه ذلك …
وفي سبل تمرده التي يسير فيها بتجرد .. قد يحب أضعاف ما كره .. وتبقى عند “الآخر” صورته ككاره هي ما رسخ وبقي .. أو ربما صورته كقاتل حتى … وهذا لا يخدشه ولا بالحد الأدنى…
وبهذا فإن عدم محاولة ترك أي شيء للذكرى … بل عدم محاولة حمل أي ذكرى .. هي من سمات ذلك الصوفي
هذه الشهادة المجرد ،، تصبح هي الجوهر حين يأتي الاتصال … وينتهي الانفصال … ويسقط كل شيء دونها …
ولما سألته: ماذا يريد الصوفي المتمرد… هل يريد أن لا يريد ؟ أم لا يريد أن يريد؟
قال:
هو لا يريد شيئا .. وهو مع ذلك يريد كل شيء
الذات الممتلئة
منذ أن حدثني الصوفي عن العالم باعتباره لوحة ناقصة، نقصانها هو شرط وجودها ووقود حركتها ومحفز تناقضاتها.. وأنا متمرد على نقصانها بعدم التذمر عليه.. وكأنها بنقصها تكتمل رغم أنفها … وأستسلم لنقصانها بالشعور بالعرفان لكل ما يخلقه هذا النقص من لذة … متعة الصراع المؤقت .. واللذة المؤقتة … التي ينبغي أن أخوضها ما استطعت إليها سبيلا .. قبل أن أقرر تركها لأوفر على نفسي عناء فقدانها رغما عني..
ولكن يبقى ذلك الشعور بالضآلة … بالضعف .. بالانهزام .. رغم استشعاري لحياد الكون تجاهنا جميعنا … تجاه المليار القطيع .. وتجاه الفرد المتمرد … لم أتمكن من هزيمته … فاللا-انفعال سبيل مثل سبل اللوحة الناقصة.. تخاض ولكن لا تستحضر في كل لحظة …
فكيف أهزم شعوري بالوحدة .. بالخوف من الشماتة .. بالخوف من اتفاق الجميع على أنني كنت خاطئا.. أصبحت عبرة بسوء خاتمتي… وما انتهى إليه مصيري .. وكأن المصير عقوبة … أخاف أن أصبح عند الجميع عبرة … ويثبت برهانهم الكاذب على أنني الشر.. أشعر بالهزيمة وأشتاق إلى أي قطيع … إلى أي طمأنينة
وحين لجأت إلى الصوفي المتمرد
قال لي بأن إحساسي بأني وحيد هو محض وهم يخلقه الانفصال.. ويجليه استشعار الوحدة والاتصال .. وأن الذات بطبيعتها ممتلئة… لا تفرغ أصلا لتمتلئ… وبأن هذا الواحد الذي يدينه الباقي .. هو نفسه الباقي الذي يدين الواحد … وبأن تجربته الواعية الذاتية (الأنا) … هي شهادة .. وبأن الرغبة في ملء النفس التي تشعر بالضآلة هي المشكلة وليست الضآلة التي ليس لها وجود…
وذكرني الصوفي المتمرد بالتماهي (استحضار شعور الآخر)
كنت قد نسيته … كان قد أصبح بالنسبة لي “أداة أخلاقية” … شيئا مثاليا أتصور أني يمكن أن أستخدمه لأفهم الآخر ..
في حين أن التماهي لا يتم إلا باستشعار تجربة الآخر .. بحيث لا يعود آخر .. بحيث أستشعر تلك “الأنا” التي تدينني وتريد قتلي وتتلف أعصابها مني … فأدرك صميم غيظها .. أهو سوء فهم… أم حسد .. أم جهل .. أم حاجة وجدانية تتصل ببواطن البواطن…
هل بعد كل هذا ضآلة .. أو لا طمأنينة … أو خوف من مصير يظنه الآخرون عقابا ..
أراحني كلام الصوفي .. ولم أدر هل كان علاجا أم كان حقيقة …
وسألته … إلى أين أمضي بذاتي الممتلئة … وهل أبشر بذلك .. هل أواصل البحث عن الحق والمعنى؟
فقال الصوفي: نية البحث .. تخفي وراءها كل شيء … و كذلك تخفي اللا شيء … وهنا متعة الاختيار … بشر اذا اردت ذلك.. ولا تبشر اذا لم ترد .. ابد للناس حكيما .. أو ابد سفيها… ابد جميلا أو ابد قبيحا… ابد قليل الكلام مهيبا .. أو ابد كثير الكلام مهينا … ابد كما تريد … وكما لا تريد .. ولتكن الشهوة متقطعة والحكمة متقطعة .. والغاية مفقودة
… ولا حاجة لك بشيء مما قلناه .. فالصوفي المتمرد الحقيقي لا يشغل باله بكل ذلك … بل يعيش وكفى
خلاصة

quietbyjimandlynnlemyre

إذا كان الصوفي المتمرد يتمرد بالتكيف ويتكيف بالتمرد ويمثل بوعيه وسلوكه حالة من الحقيقة، كشاهد لا ينزه نفسه ولكن نفسه ممتلئة دائما، فإلى متى.. إلى متى كل ذلك… وما المصير، وهل من مصير في دائرة اللانهاية المتجددة، وهل من سعي إلى مصير ما…
يقول الصوفي المتمرد “لست حرا ما دمت تسعى”
فحين يعترف المرء بجبريته ويدرك ضعفه وميكانيكيته ويمل الكفاح وتحدي الواقع ليسبر جوهر “اللاجدوى”، فإنه سيصل أخيرا إلى حالة اللاغاية النيرفانية التي لا تطلب شيئا ولا تمانع شيئا ولا تتعلق بشيء، فينصاع راضيا مرضيا إلى المسيرة والمشيئة، ويصبح التكيف هو ردة الفعل الدائمة، في حالة توحد مع الكل يتلاشى فيها كل شيء سوى الشهادة على الكل، وهذه هي حالة اللاشيء الواعي…
فما بال المتمرد يحدثنا عن اللوحة الناقصة “طبيعة العالم الضرورية” ويمشي بذات ممتلئة ويعيش الوجود كنزهة طالما أنه يبصر الوجهة النهائية، فهي وإن تجددت لتشتعل عند البداية والنهاية دون الطريق بينهما ودون السبل التي تكتنفها الضرورة والنقص، فلماذا يؤجل “اللاشيء الواعي”، الذي هو البهجة اللامنتهية، والممكنات اللامحدودة؟ لماذا يؤجل المصير..
يقول الصوفي المتمرد “المصير ليس عقوبة وليس مكافأة”
فلو تحدثنا عن حياة ذلك المادي الذي يعيش ظانا أنه شعلة توهجت للحظة في الكون ثم تنطفئ نهائيا بالموت، حياة ذلك المادي إذا ما نظر إلى المصير تقوده إلى الانتحار، ففيم يؤجل الموت، إن إجابة ألبير كامو على ذلك كانت “بالتمرد”، وتمرد كامو يمثل جوهر الصوفي المتمرد، فهو يتقبل كل شيء، ويتمرد على كل شيء، وإذا ما كان انشغاله اليومي لا مجديا في جوهره، فلذة الكفاح تملأ قلبه، واختياره لأي شيء حتى للون قميصه، وسط كل هذه الجبرية هو حرية، في حين أنه غير مهتم للون القميص فلا يتعلق به ولا يمانع غيره، وسط هذه الواقع العبثي، وضروراته الجارفة، الألم والتعلق، يتكيف سيزيف مع عقابه فيحمل صخرته التي تتدحرج في كل مرة قبل أن يصل إلى القمة، ليعود ويحملها من جديد، وهذا التكيف هو تمرد على العقاب إذ أن التكيف مع العقاب يفرغه من مضمونه كأداة للكسر والقهر…
فالتمرد بالتكيف والتكيف بالتمرد لا يتضمن قرارا بالسعي إلى المصير أو الامتناع عنه، ولعله يشتعل على طول الطريق، لا في البداية والنهاية فقط، فيتيقظ منذ البداية إلى النهاية، فلا هي غفلة عن المصير، ولا هي انشغال بالمصير عن السبيل، لذا قال الصوفي منذ البداية “قبل أن أزهد في كل شيء، سأستزيد من كل شيء”
وسط كل هذا الضجيج، كيف يكون الصوفي المتمرد حرا إذا كان فعله الرئيسي هو الشهادة؟
يقول الصوفي المتمرد “قد أجد في صمت وهدوء الشاهد حرية لا يضاهيها شيء سوى اللاشيء”
يستشهد وودي آلن في بداية فيلمه الشهير آني هول باقتباس يقول : “لن أرغب أبدا في الانضمام لناد يقبل بشخص مثلي عضوا فيه”
ألا تعبر هذه الجملة الساخرة عن الهيستيريا الفجة لدى من يريدون التحرر من التحرر من الحرية وأن يؤنركوا الأناركية ويسفسطوا في دوائر منع المنع ثم منع منع المنع ثم منعه إلى ما لا نهاية، ليسبقوا العالم إلى ما بعد بعد بعد الحداثة ، والواقع أنهم مكبلون بنرسمعنا كثيرا عن تجارب الاقتراب من الموت ولكن لن يستطيع أبطالها شرح مفهومها أو آليه حدوثها .أو بالأحرى دعونا نقول لن يكترث الكثير....
مع الموت تأتي الحكمه .لقد كنت قادرا من الحصول على بعض الاجوبه عن التساؤلات المتعلقه بخروج الروح من الجسد .تلك التجربه التي تبدأ بشعور ببروده في الأطراف .يعقبها شلل تام بالجسد مع رهبه ثم تحول البصر لضوء خافت ما يلبث ان يتحول لضوء قوي .مع زياده الشعور الروحي واضمحلال الشعور المادي .وبدأ لتقبل الحياه الجديده حياه الأموات هناك حيث أنني كالضوء أشعر بالتحرر والراحه من ثقل الجسد المادي .اعرف كل شي .كل شئ واضح وبسيط .هناك الحقيقه أكثر نقاءا يمكنني العوده مرات عديده بعد تقبل الحياه أو النفس (الكارما) الجديده ...ّ
إن فكره الأحساس بالألم المادي من الموت هو ما يدفع للخوف من الموت ..أن خروج الروح كخروج ضوء أو موجات عاليه التردد من الجسد .منطقيا لم تفهم تلك اللحظه إلا إذا مررت بها هناك حيث الترفع عن اي شي .حيث ستبدأ المرحله الوسطى .سينعدم الشعور بثقل الجسد المادي ستشعر بانعدام الوزن .بالاسترخاء التام سيكون أشبه بالقفز خارج النافذه والتحليق عاليا ..ستتمكن من العوده للأرض متى شئت .سينعدم اي معرفه سابقه لجسدك المادي الذي كنت تتجسد به ...ستفقد إحساس الوقت والزمن .ربما تكون قادرا من العوده كافكار في عقول بعض ممن تعرفهم .الآن سترى الجميع منشغلون ستراهم بعد ان تتقبل فكره انك بالفعل أصبحت روح فارقت للتو الجسد المادي ..والأمر غير مؤلم كما يظن الكثيرون أنه اسهل من اي شي .ستكون جزء من الدوره الحياتيه كشخص جديد .والتي ستدرك أنه ينبغي زياده مكتساباتك الروحيه للارتقاء درجه في دورات التجسد العديده ...قبولا بفكره السببيه والنتيجه سينعكس على روحك ما قد سبق لك من أفعال وانتا بالجسد المادي .بمعنى أنه كلما صلحت روحانياتك وافعالك صلحت روحك في تلك الدوره الجديده وهنا نقترب من مفهوم الثواب والعقاب بالأديان وهوه ما سنتطرق له باستفاضه لاحقا عند ربط الروح بالأديان والمعتقدات .حيث انه من غير المتاح التواصل مع مستويات أعلى لكن يمكن التوصل مع مستويات أقل ككل الكائنات الحيه .....يتبعجسيتهم، كون الحرية المطلقة موجودة في ثنايا الهدوء واللاشيء، لا في الصوت العالي

منقول

Thursday, September 5, 2019

العناصر الاربعه

العناصر الأربعة في حياتنا اليومية والروحية

هناك مصدر أو طاقة إلهية بدئية والتي هي مصدر كل شيء مرئي وغير مرئي في هذا الكون. عندما تبدأ هذه الطاقة الخلاَّقة بأخذ طابع ما، يظهر قطبان تعبيريان واللذان يعطيان كل الثنائيات الموجودة في العالم. يطلق على هذين القطبين أو الثنائية أسماء مختلفة فقد نسميهما:

1) الأب أو الروح. 2) الأم Mother أو المادة Matter.

من الاثنين ينشأ الثلاثة، والثلاثة معًا تمثل الواحد. إن جوهر الأب أو الروح أو اليانغ يتظاهر بالإيجابية والذكورة والسيطرة والحركة النابذة والمنطق ويعبر عن رغبة التكوين وبالتالي النمو؛ بينما يتظاهر جوهر الأم أو المادة أو الين بالسلبية والأنوثة والاستقبال والحركة الجاذبة والإرهاف في الإحساس والرعاية، وتعبر عن حكمة التركيز وجلب الأضداد معًا من أجل رعاية بذور الخالق من أجل ولادة جديدة واستمرار الحياة. يحصل اتحادهما من خلال قوة الانجذاب أو المحبة وينجم الابن أو النفس، والمحبة توحِّد وتؤدي إلى زوال العزلة. إن طاقة الإرادة طاقة كهربائية إيجابية أو سلبية، أما المحبة فهي طاقة مغناطيسية تجذب الأب نحو الأم، أو الذكورة نحو الأنوثة، أو اليانغ نحو الين وبالعكس؛ ومن اجتماع المحبة مع الإرادة تتولد طاقة كهرطيسية.

من خلال هذه التعابير الإنسانية، نقول إن الأب يعطي بذور تولُّد الطفل وتكوُّنه، وتقدم الأم الخواص الاستقبالية للرحم كي ينمو الطفل، وبواسطة حكمتها تستخدم المواد المعطاة من الأب للحصول على أفضل شروط نموِّ الطفل، وكلاهما يشارك بنفس الأهمية لتكوين الطفل (أو النفس) والتي تعبر عن قوة محبتهما.

يتكون كل شيء حيٍّ من التداخل بين المادة والروح، ولذلك كان لكل شيء حيٍّ نفس بدءًا من الذرة وحتى المجرة، وفي كثير من الحالات، قد تكون النفس جمعيَّة أي أنَّ نفسًا واحدة تخص مجموعة من العناصر، كما هي حال معظم عناصر الطبيعة باستثناء الإنسان، حيث يوجد نفس واحدة مميزة لكل إنسان، وهذا ما يعطيه الوعي المتميز والتنوع الهائل والذي يعتبر من أبسط أمثلته بصمات الأصابع والعينين.

تحوي كل من الروح والمادة مستوى فطريًا من العبقرية والذكاء من خلال انبعاثها من القدرة الإلهية الأصلية، وباتحادهما، يتكون العنصر الثالث وهو النفس كمستوى من الوعي والإدراك الحاصلين من التقاء هذين العنصرين؛ وتبعًا لدرجة اللقاء والاتحاد الحاصلين بينهما، تكون درجة الوعي أو ما يسمى Shen في الطب الصيني، فدرجة وعي خلية تختلف عن درجة وعي نبات أو حيوان أو إنسان، كما أنها تختلف من إنسان لآخر. إن هدف الحياة في النهاية هو زيادة درجة الوعي عن طريق زيادة تداخل المادة بالروح حتى لا يكون هناك في النهاية أي افتراق بين هذين القطبين، وبذلك يكون وعي وإدراك النفس متطابقًا مع الوعي الكلي الأصلي. إذا يمكننا القول إن مسيرة الإنسان تقتضي أن يصبح مدركًا أو واعيًا لنفسه، وبالأحرى، أن يعرف نفسه؛ وهذا طبعًا لا يحصل بين ليلة وضحاها، بل هو مسيرة تطورية يصبح فيها الإنسان قادرًا على رؤية نفسه مستقلاً عن جسده ومشاعره وأفكاره أو ما نسميه بشخصيته.

     

إن تواجد قطبين للوجود: الروح والمادة ومن ثم اتحادهما وتشكل الابن أو النفس هو أساس كل التظاهرات الحياتية. أن نختبر ونقبل القطبين الحياتيين يجلب لنا الوعي الكامن بعدم وجود افتراق وانفصال، لأنهما في النهاية ليسا بقوتين متعارضتين، بل هما قطبان لنفس المبدأ، مثل الطاقة الكهربائية أو المغناطيسية، فالتيار نفسه يمر بين القطبين. إنهما تظاهران للمبدأ الواحد نفسه وللطاقة الإلهية الخلاقة الكبرى. إن الخط الفاصل بينهما غير المستقيم يوضح أن المظهرين دائما الامتزاج. تقول الفلسفة الصينية إنه من المستحيل البقاء في مظهر واحد دون الآخر – قانون التوازن والاستواء - عندما يصل أحد المظهرين لحده الأقصى، يبدأ المظهر الآخر بالظهور لإعادة التوازن. كثيرًا ما تكون الأمراض محاولة لإعادة التوازن المطلوب؛ فالمرض ليس بعقاب أو علامة ضعف، بل مسرى طبيعي لإعادة التوازن.

يوصف الين إذًا على أنه بارد، هادئ، سلبي، معتم، متجاوب، متناقص ونحو الداخل، أما اليانغ فحارٌّ، متحرك، فعَّال، براق، محرِّض، متزايد ونحو الخارج. يجب ألا ننسى أن هذه الثنائية تعود للانقسام من جديد إلى ثنائية، أي جزء أكثر ذكورة وجزء أكثر أنثوية ويبقى التداخل والتحول بينهما دائمًا موجود، وهذا ما يعطي التنوع الهائل والرائع في الطبيعة، فجذر النبات هو أكثر أقسام النبات قساوة ودعامة وثباتًا فهو أكثرها ذكورة أو يانغ، لكن بالوقت نفسه، فهو معتم ونحو الداخل فهو ين. كلما ارتفعنا في الساق ثم الأغصان ثم التفرعات الأدق ثم الأوراق والأزهار والثمار وأخيرًا البذور، نكون بشكل نسبي نقترب أكثر من طبيعة الين المؤنثة ونبتعد عن طبيعة اليانغ المذكرة، لأن البذور تختزن كل العناصر الأساسية لإنشاء النبات من جديد، فهي تدخل في مرحلة كمون لتعطي بعدها نباتًا يفوقها بأضعاف من حيث الحجم، وعندها تدخل في مرحلة التوسع أو اليانغ، لكن بنفس الوقت، فالبذرة سهلة التدحرج والحركة والنمو نحو الخارج، فلها صفات اليانغ. كل شيء في الطبيعة يجمع بين اليانغ والين بنسب مختلفة. قطعة الطبشور مثلاً، عادة جافة وقاسية فهي يانغ، لكنها باردة فهي ين، لها سطح خارجي هو اليانغ وداخلي هو الين، تتناقص حجمًا مع الوقت والاستعمال فهي ين. الشمس أكبر وأكثر سخونة ونورًا من الأرض فهي يانغ بالنسبة للأرض والأرض ين بالنسبة للشمس، ولكن الأرض يانغ بالنسبة للقمر. عندما تنتهي التفاعلات الكيماوية للشمس، ستتحول إلى ين. عندما تسطع الشمس على جهة من الجبل، يكون يانغ بالنسبة للجانب الآخر، ولكن بعد الظهر، سيأتي نور الشمس على الجهة الأخرى وتصبح تلك هي اليانغ بعد أن كانت صباحًا هي الين. عندما يأتي الليل، يصبح كل الجبل معتمًا ومظلمًا وباردًا وهادئًا فيصبح ين بالنسبة للقمر الذي أصبح هاهنا يانغ ضمن ظلام الليل الذي أصبح ين.

العناصر والطبائع الخمسة أو الأربعة

كما أن الطبيعة الأساسية غير المنقسمة للتاو قد عبَّرت عن نفسها من خلال الين واليانغ، كذلك تتولد الطبائع الخمسة من المراحل المختلفة لنشوء الين واليانغ. يولِّد اليانغ في تصاعده طبيعة الريح أو الهواء وعنصر الخشب، وعند بلوغه الذروة يولِّد طبيعة النار وعنصر الحرارة. يكون الأول مرتبطًا بفصل الربيع والثاني بالصيف. عندما يصل اليانغ لذروته، يبدأ بالتحول إلى ين، فعند مرحلة الانقلاب هذه تتولد طبيعة الرطوبة وعنصر الأرض كما في نهاية الصيف. عند تصاعد الين، تتولد طبيعة الجفاف وعنصر المعدن وفصل الخريف، ثم يصل الين لذروته، فتتولد طبيعة البرودة وعنصر الماء وفصل الشتاء.

           

تتكرر هذه السلسلة من جديد في دوران مستمر يمكن تشبيهه بمراحل الحياة، فالطفولة مرحلة نمو مضطرد جسدي ونفسي سريع وفي كل الاتجاهات كما هي طبيعة الريح وكما ينمو النبات في فصل الربيع، وتكون فترة المراهقة قمة الاندفاع العاطفي كما هي طبيعة النار وفصل الصيف بكل تنوع نباتاته وألوانها الزاهية. تكون فترة النضوج مثل عنصر الأرض وطبيعة الرطوبة ونهاية الصيف فترة انتقال من نمو لتراجع ومن هيجان لهدوء ومن حرارة لبرودة، ثم تأتي مرحلة الكهولة مثل طبيعة الجفاف وفصل الخريف وعنصر المعدن روتينية محددة السير منتظمة، ومن ثم الشيخوخة ساكنة هادئة باردة مثل طبيعة البرودة وعنصر الماء وفصل الشتاء.

تدخل الأعضاء في حلقة داعمة Supporting cycle على شكل دارة متصلة، فالخشب يدعم النار والنار تدعم الأرض والأرض تدعم المعدن والمعدن يدعم الماء والماء يدعم الخشب، فتسمح هذه الحلقة لكل عنصر أن يتحول إلى العنصر التالي وبالتالي لا يفيض عنصر عن الحد المقبول أو ينقص عن الحد المتوازن، ولكي يتم التوازن بشكل أفضل أيضًا يوجد ما يسمى بالحلقة المحدِّدة Restraining Cycle، أي أن الخشب يحدِّد الأرض ويمنعها من تجاوز حدِّها والأرض تحدِّد الماء... الخ. ينشأ من هاتين الدارتين أو الحلقتين توازن مبدع، بحيث أن اختلال أي عنصر على شكل زيادة أو نقصان، سيؤدي إلى سلسلة من التفاعلات التي تؤدي في النهاية إلى إعادة التوازن.

هذا بالنسبة للفلسفة والطب الصينيين، أما في الشرق الأوسط واليونان ولاحقًا أوروبا فقد ركزوا على أربعة عناصر أساسية (وسنرى أنه لا يوجد اختلاف كبير في الفكرة، بل يختلف الوصف الخارجي واللفظ المستخدم فقط) هي الهواء والنار والماء والتراب. بالنسبة للصينيين استبدلوا كلمة تراب بالمعدن وهي عمليًا لها نفس الصفات الحركية والنفسية من تأسيس وصلابة وإعطاء تركيب وهيكل مادي للأشياء ومسؤولية وحسم وقرار، وهناك العنصر الخامس الأرض الذي أعطيت له بشكل منفصل صفات التوازن والانسجام والربط بين العناصر الأربعة، أما في الشرق الأوسط فأبقيت هذه الصفات أيضًا للتراب ولم توضع بشكل مستقل. في الهند أضيف عنصر خامس هو الفراغ الذي يتجاوز العناصر الأربعة لينطلق باتجاه الأثير والعوالم السماوية.

نظرة عامة للعناصر الأربعة: لقد اعتبرت المياه عنصرًا أساسيًا في خلق الكون في الكتب المقدسة وأظهر لها ارتباط وثيق مع روح الله التي كانت تعلوها، لماذا؟ لأن الماء تمثل المادة الكونية، الين التي تحتاج لليانغ، للنار الإلهية من أجل إعطائها صفات الحياة والوفرة والثمر وغيره... التراب والماء عناصر ين، ولكن الماء بحكم كونه أكثر استقبالاً ومرونة يعبر عن هذا الجانب الأنثوي من الطبيعة بشكل أكبر، كذلك الهواء والنار عناصر يانغ، لكن النار بارتفاعها العمودي والدفء والطاقة الكبيرة التي تحملها، تعبر عن الجانب الذكري من الطبيعة بشكل أكبر.

تعبر العناصر الأربعة عن حالة الأشياء أيضًا، فالمادة الصلبة هي الأرض والسائلة هي الماء والغازية الهواء والتفاعلات الكيماوية للتحول من حال إلى آخر هي نتيجة فعل النار. إن اشتعال الشمعة بحد ذاتها يعطي معنى العناصر الأربعة، فمادة الشمع نفسها تعبر عن الأرض، وهي لا تشتعل بدون هواء وأوكسجين، وهذا عنصر الهواء، وعندما تشتعل تعطي عنصر النار، وشيئًا فشيئًا ينصهر الشمع ويشكل بحيرة صغيرة حول الشمعة، وهذا هو عنصر الماء.

لقد بدأت الحياة على الأرض من خلال فعل النار بالماء، فالحرارة والطاقة التي أعطتها الشمس للمحيطات سمحت بظهور أول الكائنات الحية، وإن فعالية النار والماء يرمز لها من خلال التصالب، فالخط الأفقي يمثل المفهوم الأنثوي أو الماء، الذي يتمدد دائمًا أفقيًا ويبحث عن الشقوق في الأرض ليدخل ضمنها ويختفي، والخط العمودي للتصالب يمثل المفهوم الذكري، النار والتي لها الدافع للتمركز والصعود للأعلى ولكن هل ينتهي الموضوع هاهنا؟ كما رأينا أن في ذروة الين يبدأ اليانغ، وفي ذروة اليانغ يبدأ الين، كذلك ألا نرى أشياء مشتركة بين الماء والنار، ألا يشبه شلال الماء المندفع من الجبال حركة النار بشكل عكسي؟ ألا تشبه حركة النار حركة شلال متجه للنبع؟

في الحقيقة النار والماء ليسا بالأعداء، بل يوجد محبة شديدة بينهما كالمحبة الكائنة بين اليانغ والين أو بين قطبي المغناطيس، بشرط أن تبقى بعض المسافة بينهما، ويحافظ على هذه المسافة كل من الهواء والأرض أو التراب، ولذلك ظهرت أهمية وجود عنصرين آخرين هما الهواء الذي يعتبر ذكري أو يانغ ولكن أقل ذكورة ويانغية من النار، والتراب الذي يعتبر أقل أنوثة وينية من الماء، فهما يعطيا تدرجات انسيابية بين القطبين الحادين للنار والماء، مثل التدرجات الانسيابية في ألوان الطيف بين الأحمر الصارخ اليانغي والأزرق الهادئ اليني، أو بين صوت الباص اليانغي والسوبرانو اليني. يوجد صداقة بين النار والماء، فالنار تعطي للماء عن بعد قوة البخار، والماء يساعد باشتعال النار إذا كان قليلاً.

- النار:

تعبر النار عن واحد من أهم أسرار الطبيعة وهو الاحتراق والتحول، لأن الكون ما كان ليكون بدون عملية احتراق المادة وتحولها إلى طاقة، ونفس الشيء ينطبق على جسد الإنسان وعقله وتنفسه وإحساسه وتفكيره، فكلها لا يمكن أن تحدث دون تواجد عملية احتراق وتحول.

لننظر إلى الخشب الميت الأسود المحطم وكيف يتحول بالنار إلى واحدة من أجمل تظاهرات الطبيعة من خلال النور والحرارة والطاقة، وهذا ينطبق رمزيًا على ما في داخلنا من أهواء أنانية كالغيرة والغضب والعنف والاحتقار واللامبالاة أو بالعكس الإحساس المفرط والمبالغ به. ما علينا سوى إحراق هذه الأهواء وتحويلها من خلال ما يسمى بالمحبة والتضحية والحكمة. إن تقدير قدماء الفرس والهند وغيرهم للنار ما هي إلا رمز لهذه القوة التحويلية. إن انتشار استعمال البخور في معظم الحضارات ما هي إلا تعبير عن هذه الطاقة التحويلية، بالإضافة طبعًا إلى التأثير الشمي العاطفي للروائح المختلفة (وكلنا يعلم مدى قرب المناطق الدماغية المسؤولة عن الشم من المناطق المذكورة عن الانفعالات والمشاعر والمناطق المسؤولة عن الذاكرة). لقد استعمل الهنود والصينيون والمدارس الصوفية المختلفة رمز النار الداخلية وطاقة الكونداليني للتعبير عن التحول الروحي الذي يحصل عند ممارسة هذه الطقوس المختلفة. حتى النار، بحد ذاتها، تمثل لنا صورة رائعة عن الحياة، فما يرتفع للأعلى يشع، وما يبقى بالأسفل يركد، وما بينهما ينطفئ.

الرجل مثل قطعة الحديد التي يتم تحولها فقط بفضل النار. نفس الشيء ينطبق على النار السماوية والتي هي المحبة الإلهية يمكن أن تضعه في تلك الحالة الروحية الجديدة، يخلع فيها شكله ونفسه القديمة المضطربة التائهة ليضع حلة جديدة مشعة براقة، وهذا ما عبرت عنه كل الحضارات القديمة التي تحدثت عن النار الحقيقية داخل النفس والروح، وهذا هو الأساس لعلم الخيمياء الذي كان معروفًا لدى الإغريق والعرب والفراعنة والهنود ومعظم الحضارات الأخرى. هذا التحول لا يحصل طبعًا بدون عقبات ومصاعب، وفي الحقيقة فهذه العقبات والآلام التي يمر بها هي التي ستقوي إيماننا وتعطينا تلك الحالة الجديدة وتسمح لهذا التحول بأن يكون له معنى.

لننظر إلى لهب صغير، فنجد أنه بنفخة هواء صغيرة بسيطة يمكننا إطفاؤه، ولكن أليس الهواء نفسه هو الذي يؤدي لانتشار الحرائق واللهب وإشعالها أكثر. يعبر اللهب عن الروح، وإذا لم نغذه بالأوكسجين الكافي يخمد أمام أصغر عقبة تقف في طريقه. وماذا يغذي الروح؟ الصلاة، التأمل، البهجة، العطاء، الإحسان والمحبة طبعًا... لماذا؟ لأن كل هذه الوسائل تسمح للروح بالانتشار، التوسع. وماذا يطفئها؟ الأنانية، التكبر، التقوقع على الذات، البخل، الكره والحقد... لماذا؟ لأنها تجعل الروح تنكمش على نفسها.

سيأتي وقت تنطفئ شمعة كل إنسان منا وهذا حتمي طبعًا، ولكن أليس استمرار شعلتنا هو بإعطاء ما تعلمناه وما كسبناه للآخرين، وعندها ستمتد شعلتنا من خلال الآخرين، وسيضيف عليها الآخرون من ذاتهم ومن روحهم، وبذلك تكبر وتنتشر هذه الشمعة.

تعبِّر النار عن الحدود الفاصلة بين المستوى الفيزيائي والمستوى الأثيري، ولذلك اعتبرت النار عبر التاريخ العنصر القوى للتخاطب مع المستوى الروحي.

تميزت كل مرحلة كبيرة من عمر الأرض بتغلب عنصر معين من العناصر الأربعة. تمر الأرض حاليًا بتغلب عنصر النار، لذلك كان من الهام جدًا معرفة كيفية التعامل مع رمز النار ومع الشمس ومع الشمعة، وأن ننظر لها ببعض الاحترام، وهي بدورها تعيد لنا هذا الاحترام بأن نتصل بكل ما هو في الطبيعة والكون. نستطيع أيضًا الشعور بالحماية لأن النار عنصر حماية قبل أن يكون تهديدًا.

عندما نشعل النار، نمسك بالمقدح ونشعل ورقة لتشعل بدورها الأغصان الصغيرة ومن ثم الجذوع الكبيرة، وهذا تمامًا ما يحصل في الجسم، فالمقدح يعبر عن الجسم السببي Causal Body أو الروح التي تشعل الورقة أو المستوى العقلي، لتشعل الأغصان الصغيرة أو المستوى العاطفي لتشعل الجذوع الكبيرة أو الجسم الفيزيائي، فكل شيء يبدأ بالروح ومن ثم العقل ومن ثم العاطفة ومن ثم الجسم، ولا يتحقق أي شيء على المستوى المادي ما لم يكن موجودًا على المستوى الروحي والعقلي والعاطفي. لا بد من وجود الوحي أولاً، ثم الإرادة ثم الدافع النفسي ليتحقق الشيء. عند القيام بأي مشروع، لا بد من وجود الوحي أو الومضة الفكرية ثم الإرادة ثم الاندفاع النفسي والعاطفي ليتبلور هذا المشروع.

من المهم جدًا عند كل إنسان إشعال تلك النار الداخلية فيه، ويوجد في كل إنسان نواة أو أتون جاهزة مع كل التفاعلات الكيماوية الضرورية لإشعال تلك النار، ومن أهم الطرق المساعدة الصلاة والتأمل وتمارين التنفس والمحبة.

يمكن القول بوجود نوعين من النار: النار العاطفية الناجمة عن الرغبات الدنيا، والتي تستهلك الإنسان من خلال آلام ومعاناة كبيرة من خلال مشاعره الأنانية الضيقة والجنسية والقصيرة الأمد، والنار الروحية التي تحرر الإنسان من نواقصه وضعفه، وتظهر للوجود كل ما هو نقي ونبيل فيه، وتحرق فقط النواقص فيه.

من أجل إظهار هذه النار الروحية، لا بد من تهيئة النفس لتقبل تلك الطاقة الهائلة، وإلا أحرقتها. يتم التحضير والتقبل من خلال نقاء النفس والمحبة والطيبة والعدالة والحكمة.

عندما نحرق جذع شجرة أو أغصان شجرة، يبقى الرماد، وإذا نظرنا إلى حجم الرماد، سنجده أقل بكثير وكثير من حجم الشجر الذي احترق... لماذا؟ لأن كمية التراب أو الأرض في الشجرة هي الأقل، بينما الماء أكثر بكثير والهواء أكثر بكثير، وأشعة الشمس أو النار أكثر بكثير؛ فالضوء وأشعة الشمس لا بد لهما من مادة لامتصاصها، ولكن في النهاية الجسم المادي أصغر وأقل من الجسم الطاقي أو غير المادي.

عندما تقوم بعض الحضارات بإحراق الإنسان بعد وفاته، ألا يحدث نفس الشيء؟ ألا يكون الرماد كمية قليلة بالمقارنة مع كامل الجسم؟ ألا يكون الرماد كمية أقل من الماء والذي بدوره أقل من الهواء وأقل من الطاقة الموجودة. نحن كائنات من تراب وماء (أو ين)، ولكن أيضًا من هواء ونور (أو نار) (أو يانغ). إن النار هي التي تحرر من كل ما هو مادي، ومن كل قوقعاتنا وأغلفتنا. إن الطاقة المتحررة المكبوتة ضمننا تتحرر وتنطلق إلى العوالم السماوية. تفتح النار مسامات الشجرة لتنطلق تلك الطاقة، وهذا صحيح أيضًا بالنسبة لنا. إن صوت الفرقعات الحاصل هو أصوات أغاني النصر للروح المتحررة. تصبح الشجرة نارًا لأن النار تلتهمها.

- الماء:

الماء هو السائل الحيوي للأرض، والأنهار هي الشرايين والأوردة، والبحيرات هي الضفائر العصبية. الماء كالدم يعطي الحياة لكل الأشياء، للنباتات والحيوان والإنسان وحتى للحجارة والبلورات التي تحتاج للماء لتتشكل. الحجارة الكريمة لا تتكون إلا بفضل جزيئات الماء. من الضروري جدًا أن نعطي للماء قيمته الحقيقية ودوره الفعَّال في حياتنا الروحية والعاطفية والعقلية.

كيف لا نشعر بالفرح أمام تلك المادة التي لا لون لها ولا طعم واضح لها، وهي تعبر عن المبدأ الأنثوي الكوني، وأول شيء علينا فعله هو التعامل مع الماء باحترام وتقدير لما يعطيه لنا، ولا ننسى المسير الطويل الذي مرت به قطرة الماء من المياه الجوفية والنبع للنهر حتى وصلت عندنا. لنشرب الماء ونحن نقدر طعمه ولمسه، لنستحم ونحن نشعر بعذوبة الماء وملمسه الرائع ونشكره، فهو يحمل كل طاقات الكون الذي مر به حتى وصل عندنا، فالماء هو أم الحياة والنار والدها. إن رمزية تحويل الماء إلى خمر من قبل السيد المسيح تعني التحويل إلى دم، إلى حياة.

هل فكرنا مرةً لماذا نشأت الحضارات بأكملها على الأنهار والبحيرات والبحار؟ هل يا ترى تذكر أجدادنا أن جذورهم والحياة الأولى نشأت في الماء؟ وطبعًا أدركوا أهمية الماء للحياة اليومية.

هل فكرنا يا ترى لماذا نغسل أقدامنا في عملية الوضوء قبل الصلاة، ولماذا غسل السيد المسيح أقدام تلاميذه، ولماذا يغسل الهندوس أقدامهم وأجسامهم في نهر الغانج. ليس المهم أن نغسل أقدامنا فقط، بل أن نعرف كيف نغسلها، ففي الأقدام مسارات عصبية مرتبطة بكل الجسم، فمن خلال نهايتنا العلوية في الرأس نرتبط بالسماء ومن خلال أقدامنا نرتبط بالأرض.

يجب أن نغسل أقدامنا بكل محبة، فأقدامنا هي التي احتملتنا طوال تلك السنين، وبإعطائها جزءًا من محبتنا وتدليك النقاط المختلفة فيها نساعد كل أعضائنا.

إن الماء الذي نشربه ونلمسه ما هو إلا التعبير المادي عن السائل الكوني الذي يملأ الفضاء، ونحن من خلال غسلنا وشربنا للماء، نلمس عنصرًا روحيًا من الطبيعة. إن الماء المادي يحتوي على كل عناصر الماء الروحي. علينا فقط أن نتعلم كيف نستقبل تلك الطاقات.

ماذا تعلمنا الكتب السماوية عن الجنة؟ ألا تذكر الأنهار والينابيع والماء والعسل؟ ألا يعطينا هذا فكرة كيف أن الأرض وما عليها ما هي إلا تعبير عن العوالم الأخرى.

كلنا يعرف تمامًا دورة الماء التي تبدأ نقية وبلورية على مستوى الجبال ومن ينابيعها، ثم تدخل فيها الشوائب تدريجيًا وتتراكم الأوساخ رويدًا رويدًا سواء من الطبيعة، والأكثر من الإنسان نفسه الذي يعتبر أكبر مسيء للطبيعة. تصل المياه وسخة إلى البحر، ولكن من خلال أشعة الشمس الدافئة، تتحول إلى بخار وتصعد من جديد للسماء، ومن ثم تهبط مجددًا من خلال الأمطار والثلوج لتصنع نبعًا أو ساقية أو نهرًا، وتستمر الحلقة، وبعكس النار تمامًا والتي من خلال تمثيلها للروح ليست مضطرة لمثل هذه التحولات، لأنها نقية من الأصل.

رحلة الماء رمزية جدًا وتشبه رحلة الإنسان بين السماء والأرض، رحلة روحه من الولادة حتى الممات، رحلة كل صفة من صفاتنا الإنسانية النفسية والجسدية، حتى في المعرفة علينا التصاعد من أجل معرفة أفضل وعلينا التنازل من أجل مساعدة الآخرين، وإلا فما هي فائدة المعرفة؟ وإن الابتعاد عن الناس والتكبر عليهم أو الخوف من التعامل بطريقتهم من أجل عدم التلوث والاتساخ حجة سخيفة، وإنه من الأفضل الاقتراب من الناس ومساعدتهم قدر الإمكان حتى إن كنا سنخطئ ونتسخ، فهذا الاتساخ والتلوث له دروسه وفوائده أكثر بكثير من العزلة، فلنتعلم كيف نتصاعد ونهبط، كيف نستقبل ونعطي.

يتواجد الماء في كل العناصر ذات الصفات الامتصاصية والمرنة، فهو ليس له شكل يحتويه. لا لون له، ولكن يصبح بسهولة أحمر، أخضر أو أصفر حسب ما يمتص من أشياء أثناء عبوره بها. الماء يمتص كل شيء، السيء والجيد. الأرض طبعًا لها صفات الامتصاص ولكن ليس لها صفات المرونة والعبور كالماء. في المقابل، الهواء شديد المرونة لدرجة لا يحتفظ طويلاً بما يمتصه، وهو يتجدد أكثر من الماء.

ومن هنا فإن للماء دور امتصاص شديد، فهو يمتص العناصر الجيدة والعناصر السيئة، الطاقات الجيدة والطاقات السيئة بسهولة بالغة. كما أن علينا معرفة مصدر الماء وصلاحيته للشرب، علينا أيضًا مراقبة أفكارنا ومشاعرنا ونحن نشرب الماء؛ فشرب الماء بأفكار ومشاعر جيدة، يغذينا بطاقات إيجابية وصحة، أما شرب الماء بأفكار مؤذية، يسبب لنا المرض. لقد أثبت هذا الأمر العالم الياباني Masaru Emoto من خلال دراسته للبلورات المتكونة من ماء تعرض لظروف مختلفة وأفكار جيدة وسلبية وصلوات مختلفة... الخ.

يحمل الماء قلقنا وأحزاننا، كما يحمل صفات النبات الطبي الذي نشربه، لذلك فنحن نشرب البابونج واليانسون والنعنع... الخ. إن للاستحمام دورًا كبيرًا أيضًا، فالاستحمام مع فكرة أننا نغسل كل أحزاننا وأتراحنا وقلقنا، يساعدنا، أما في حالة كنا مرحين وفرحين جدًا، فالأفضل أن نؤجل الاستحمام حتى لا تزول هذه المشاعر بسرعة.

من إحدى التجارب المعروفة أن نضع ماء نقيًا في كأس ونغسل أيدينا جيدًا، ونضع إصبعًا أو إصبعين بالماء ونحن نركز على صفة حميدة نريد اقتناءها، وهذا ما يسمى مغنطة الماء Water magnetization. لما كان الماء يحوي صفات الامتصاص والتحاور، فهو يحوي من خلال أنهاره وبحيراته ومحيطاته تاريخ الإنسانية البائس بأكمله. إذا أخذنا قطرة ماء وحاولنا الإصغاء لها، ستخبرنا عن الأرض والبحر والسماء والإنسان بأكمله.

قيل في الكتب المقدسة إن الله سبحانه وتعالى فصل المياه العليا عن المياه الدنيا. لقد احتوت المياه العليا تلك على أرشيفات الكون، هذه المكتبة الكونية التي تسمى أحيانًا Akasha Chronica. ليس للماء وحده تلك القدرات الشافية، بل كل عنصر من عناصر الطبيعة الأربعة له قدرات مماثلة أو مكملة؛ فلطالما استخدمت القبائل القديمة النار، وبالذات النار الصاعدة من الأشجار المحترقة كوسيلة للشفاء. عندما نجلس حول نار صادرة من أشجار محترقة ونشعر بأهمية تلك الأشجار وفائدتها وماذا فعلت للإنسانية، والصحة التي تعطيها، سنجد أن تلك النار ستشفينا من أمور متعددة. علينا ألا ننسى أن الشجرة بحد ذاتها هي مزيج من العناصر الأربعة.

للكون شوق دائم للتعبير عن نفسه، وهذا يظهر من خلال أي شيء: عيني الطاووس بين جناحيه الرائعين، انعكاس الأجرام السماوية على الماء الراكدة، الشوق الإنساني الدائم للنظر في غياهب الكون وغباره الذي ينتمي إليه، والماء طبعًا لا يخرج عن القاعدة؛ فالماء يريد دائمًا التعبير عن نفسه ويشعر بأقل الاهتزازات، ويتأثر ويتفاعل مع إيقاعات الكون والسماوات تمامًا كأوتار الآلة الموسيقية من خلال تفاعله مع المد والجزر، وهو يصل الأرض الصلبة تحته بالسماء الرقيقة فوقه، وهو يرتفع وينخفض باستمرار من خلال التبخر والتكثف.

لنتأمل حركة الماء فمن خلال تياراته تتكون الحياة، وهناك نباتات وحيوانات تعتمد بأكملها على حركة الماء مثل قنديل البحر والطحالب والأشنيات. يعتمد عمل العين بحد ذاته على وجود حاجزين جوفيين مائيين، وخلال تكون العين يسيل الماء بين الجوفين، ثم يتكون حاجز بلوري حساس لحركة تلك الماء.

- التراب أو الأرض:

عنصر التراب هو العنصر الهيكلي التركيبي الأساسي، والذي بفضل الماء والهواء ومن ثم النار يتحول إلى الحياة العضوية. التراب عنصر ين كما ذكرت، ولكن أقل ينية من الماء. الأرض أو التراب هو العنصر الذي يسمح للماء بالالتقاء مع الهواء والنار. الأرض هي الأم، هي التي تعطف علينا، هي التي تعطينا جسدها لنمشي عليه، لنستلقي عليه، هي التي تعطينا ما نأكل وما نلبس وما نسكن تحته، وبالمقابل كيف نرد لها جميلها؟ بالإهمال والحروب ورمي النفايات العضوية وغير العضوية والكيماوية والبيولوجية والذرية، وحرق الغابات وتلويث المياه، والهجوم على البترول والغاز الذي يسيل فيها كسيلان الدم في أجسادنا. للأسف، فإن كانت الإنسانية تسيء للعناصر الأربعة، فهي تسيء للأرض أضعاف ما تسيء لغيرها. كيف يمكن لإنسان أن يدعي محبة والدته، وهو لا يحب الأرض.

أهمية المرتفعات والجبال: تشبه الجبال المستقبلات الضخمة التي يتم عن طريقها تخاطب السماء مع الأرض، لذلك يكون للماء النازل من الجبل أهمية خاصة، فهو مليء بتفاعلات جوية من خلال بخار الماء والغازات الأخرى، لذلك نجد أن معظم الحكماء والأنبياء قد اختاروا الجبال من أجل صلواتهم وتأملاتهم.

كان من المهم دائمًا أن يقوم تلاميذ معظم الحكماء بالصعود للجبال من أجل التخاطب مع السماء جسديًا وروحيًا وداخليًا. إن كل الوديان والقمم والشلالات والبحيرات والثلوج لها دلالاتها على الحياة الروحية، ومن يتأمل داخليًا يعرف تمامًا شعور التصاعد مثل قمم الجبال، ويعتقد أن للجبال ملائكتها الخاصة وعوالمها الخاصة والتي تحتوي على الكثير من النور؛ ومن أجل الدخول إلى تلك العوالم، لا بد من الصعود إلى تلك المرتفعات والمستويات، والأهم من ذلك، لا بد من دخول تلك العوالم بقلب مفتوح وروح نيرة.

تمثل المرتفعات الأجسام العقلية الأعلى للبلدان التي تتواجد فيها، فالجبل الأبيض Le Mont Blanc هو الجسم العقلي الأعلى لفرنسا وإيطاليا وسويسرا، كما أن أفرست هي الجسم العقلي الأعلى للتيبيت ونيبال والهند، كما أن قمم Moussala هي لبلدان البلقان، وسلسلة لبنان الغربية والشرقية لسوريا ولبنان، وجبال الروكي والسموكي لأميركا وكليمنجارو لتنزانيا ودول إفريقيا. يعرف التلميذ المجتهد تمامًا أنه بصعوده للجبال، يقترب من نفسه وروحه أكثر، وقد عرفت الأديان كلها هذا الشيء. كلنا نعرف الشعور الذي نحصل عليه ونحن نتنفس بعمق في الجبال، والغبطة الروحية التي نشعر بها عندئذ. لذلك، كان من المهم جدًا أن نتأمل بالجبال ونفكر بها ونحن ننام. من هنا يأتي غنى الماء؛ فالجبال العالية تحتوي على الطاقات السماوية، وهي تعطيها للماء المنحدر من الجبال.

- الهواء:

من أجل فهم النار، لا بد من فهم الهواء أيضًا؛ فللهواء تأثير تنظيمي للنار، فهو قد يساعد على انتشارها وإشعالها، أو إخمادها كما نفعل بالنفخ في الشمعة. إذا كانت النار تعبر عن المحبة، فالهواء يعبر عن الحكمة، فلكي يكون الحب مفيدًا وغير انفعالي أو مخرِّب، لا بد له من الحكمة التي تحدد كمية الحب وتوازنه. بدون الحكمة، يصبح الحب مشوشًا مضطربًا، وإن الأشخاص الانفعاليين يتعرضون دائمًا للهياج والفوضى، وبالمقابل فإن إخماد النار تمامًا يصيبنا بالبرودة والتجمد ولا يعود هناك بريق في حياتنا. لذلك كان من الضروري جدًا إحداث توازن بين العقل والقلب، بين الحكمة والحب، بين الهواء والنار.

نظرة جديدة إلى العناصر الأربعة

العناصر الأربعة المعروفة ليست إلا التظاهرات الخارجية للعناصر الحقيقية أو المبادئ الأساسية التي تفرعت من الوحدة. لعنصر الماء الصفات المغناطيسية، فهو يغذي ويدعم الوجود، أما عنصر النار فله الصفات الكهربائية الخلاقة وهو يغير الوجود من شكل إلى آخر، أما الهواء فهو عنصر فصل وهو الذي يسمح أصلاً بتواجد النار والماء معًا، أما عنصر الأرض أو التراب فيسمح لتواجد النار والماء والهواء بنسب معينة تسمح لتكوين الأشياء والطبائع المختلفة.

لنفهم العناصر الأربعة في الطبيعة. الشجرة مثلاً تمتص الماء والمعادن من الأرض من أجل النمو أي عنصر الماء والأرض، وتتنفس الهواء من أوراقها وتمتص أشعة الشمس أو عنصر النار. عندما نحرق شجرة يعود إصدار هذه العناصر، فالماء يتبخر، والضوء الممتص سوف يعطي النار المنبثقة، والهواء المتنفس والأوكسجين سوف يساعد عملية الاحتراق، والمواد المغذية الممتصة سوف تعود لرماد، مصدر جديد للمعادن ولأنماط جديدة للحياة. يحوي الإنسان هذه العناصر الأربعة في داخله، ولكنه يحويها بنسب تتفاوت قليلاً بين إنسان وآخر على المستوى الجسدي، أما على المستوى النفسي والروحي فالعناصر الأربعة الحقيقية أو طلائعها تتفاوت بنسب أكبر، ويجب أن يكون هناك توازن معين بينها حسب نسبة معينة في كل إنسان، وإن اختلال هذه النسبة والتوازن، يعرضه للأمراض المختلفة.

طبقًا لتغلب عنصر معين (أو خلط معين من الأخلاط الأربعة حسب الطب الإغريقي والعربي)، يمكن لهذا الإنسان أن يكون صفراويًا (كوليريًا) أو دمويًا، أو سوداويًا (مالنخوليًا) أو بلغميًا. تظهر أهمية هذه الأخلاط والطبائع جدًا من الناحية الاجتماعية، لأنها تجعلنا ننظر إلى المادة من زوايا مختلفة واضعين كل الاحتمالات من أجل كمال أكبر. في الحقيقة فإن الطبائع الاثني عشر للإنسان من خلال الأبراج الاثني عشر ما هي إلا تفاعل هذه الأنماط الأربعة بدرجات مختلفة، أو أن كل عنصر من العناصر الأربعة بمرحلة صعود، قمة وهبوط، وهذا ما يعطي 3 أبراج مائية و3 نارية و3 ترابية و3 هوائية. إن تفاعل النمطين الأساسيين للماء والنار نجدهما من خلال علاقة الرجل بالمرأة. العنصر بحد ذاته حيادي وليس إيجابيًا أو سلبيًا، وإنما الإنسان هو الذي يجعله كذلك بتصرفاته ومعتقداته وأعماله.

عنصر النار: صفراوي، كوليري

الصفات الإيجابية: القوة، الحماس، التعاطف، الشجاعة، الإرادة وأخذ القرار، قوة الخلق، التحدي.

الصفات السلبية: الميل للحروب والصراع، النزق، الميل للتحطيم، عدم الاعتدال، الميل للتطرف، الغيرة، الشر، الانتقام، العنف، الكره، الغضب.

عنصر الهواء: دموي

الصفات الإيجابية: اليقظة، التحرر وعدم القيود، دفء القلب، الثقة بالآخرين، الوضوح، الخفة، الاستقلال، التفاؤل، الاجتهاد، الدقة، الفرح، الابتسام.

الصفات السلبية: قلة الصبر، عدم الصدق، الثرثرة، الاحتيال، انتقاد الآخرين Backbiting، عدم الثبات، النزق، التبذير.

عنصر الماء: بلغمي

الصفات الإيجابية: التفهم، المرونة والليونة، الاعتدال، الثقة، الإخلاص، الرحمة، التسامح، التواضع، التعاطف، الحماس، الطبيعة التأملية الداخلية.

الصفات السلبية: عدم الاهتمام والاكتراث، الكسل، الخمول، الصلابة، فقدان الاهتمام، عدم الاستقرار، الكآبة.

عنصر الأرض: مالنخولي

الصفات الإيجابية: الثبات، الوعي، ، الاستمرار، الدقة، الحذر، المسؤولية، الانتباه، ثبات الرأي، مصدر ثقة، الصحو، الطموح، الاحترام.

الصفات السلبية: الشعور الخانق/السطحية، الكسل، عدم الاكتراث، عدم الوعي، الخجل، عدم الانتظام، الاحتقار، ثقل الظل.

إن تأملنا بشكل أكبر أقوال الأقدمين والحضارات القديمة، وما عبر عنه لاحقًا بشكل علمي كل من Gurudjieff وKarl Jung بمبدأ الأنماط البدئية أو الـ Archetypes بمعنى أن كل شيء نراه ونسمعه ونلمسه في الدنيا هو صورة عن مبدأ أعلى موجود في العوالم العليا، لوجدنا أن مبدأ اليانغ أو الذكورة موجود في كل ما هو ذكري، مندفع، قوي، اتجاهه للخارج، صلب، قاس، حار، نهاري، ومبدأ الين الأنثوي يتظاهر بكل ما هو أنثوي، هادئ، لطيف، اتجاهه للداخل، ليلي، بارد... الخ.

لنسمع صوت الطبيعة وما حولنا من حجارة ونباتات وأشجار وحيوانات وأصوات العناصر الأربعة من خلال الحجارة، الرمال، المطر، الثلج، الهواء، الشمس، النجوم؛ فهناك الكثير مما يجب ملاحظته وفهمه. يكفي النظر إلى الغيوم ورؤية أشكالها وألوانها لنرى عالمًا كاملاً من الفرسان والأفراس والمعارك والأعياد والاحتفالات... إلخ.

لماذا نشعر بالضياع وعدم التوازن والاكتئاب والغضب... إلخ؟ لأننا جعلنا من أفكارنا وأحاسيسنا تجمعات وكتل تحولت إلى أورام على المستوى النفسي، وعندها علينا القيام بالشيء نفسه عكسيًا وهو صهر هذه الأورام من خلال نار الروح، وخلق مظاهر تعبير أكثر نقاء وشفافية وتوازنًا. لنبدأ بالتركيز على الشمس وعلى النور والدفء الذي يملأ الكون. لنحاول فهم طبيعتها لتساعدنا في فهم طبيعتنا. كل ما هو موجود بالكون موجود فينا.

*** *** ***

المراجع

- Between Heaven and Earth: Harriett Beinfield & Efrem Korngold

- Harnessing the Power of the Universe: Daniel Reid.

- The complete Book of Chinese Health and Healing: Daniel Reid.

- Les Revelations du feu et de l’eau: Omraam Aivanhov.

Tuesday, September 3, 2019

من انت

من أنت؟؟ أين أنت؟؟!
أكبر جحيم نعيشه على الأرض .. هو جحيم الانفصال .. هو مجرد وهم أننا ذلك الكيان الصغير الحبيس داخل هذا الجسد الصغير مهما كبر أو حتى وهم أننا ذات الجسد وحسب ..
لكن السر والمفتاح ظل مثل الكنز المكتوم لا يعرفه إلا القلة
أنت كينونة متعددة الأبعاد
أي أنك متواجد في جميع الأبعاد (السموات) في آن معاً
وجزء فقط منك قد تجسد هنا (في البعد الثالث)
ظنك وهماً بأنك هذا الجزء وفقط .. يجعلك تشعر بالضألة والصغر .. وأنت قد اعتدت على الاتساع والمساحة ووووو في كينونتك الكلية
والاستنارة هي العمل على ربط وعيك مع وعي أجسادك العلوية
والتواصل معها أو عبرها
أي أنك تعيش عدة حيوات في الآن نفسه في العديد من الأبعاد وكل ما هو موجود في هذا الجسد هو مجرد جزء صغير من كينونتك
تأمل هذه الفكرة الدقيقة بعمق .. وكثرة .. لأنها ستحررك وتعطيك المفتاح والحلول لكثير من معضلاتك أو مآسيك
أما العروج فهو مجرد نقل مركز الوعي للعمل من أبعاد أعلى
مثل أن ينتقل مركز وعيك لجسدك في البعد الخامس أو السابع أو أو ويكون مركز إدارة حياتك في البعد الثالث هنا ..
وهذا ما وصفه الشعراء والمتصوفون بالنشوة والسكر والتحليق في السماء

Monday, September 2, 2019

قول الشيطان

قال الشيطان للكاهن:
اخلع عنك ثيابك الحريرية جع كما يجوع البائسون
استلق على الأرض الباردة القذرة مثلهم ثم حينها
حدثهم عن الج⇋⇝
https://www.youtube.com/channel/UCTRV9KVgMHNCB-ZjXonLueQ?view_as=subscriber

Sunday, September 1, 2019

إننا نصبح فى افضل حالتنا عندما ننهمك بالكامل فى فعل ما نستمتع به
اثناء رحلتنا باتجاه الهدف الذى نريد تحقيقه لأنفسنا وهذا يمنح لحياتنا معنى
ويجعلنا نستمتع بها ويجعل كل شيء آخر فى الحياة أمرا فى غاية الروعة والقيمة