. من الممكن استرجاع ذاكرة الأعمار الماضية. بيد أن اكتساب هذه الملَكة مسألة تتطلب جهداً دؤوباً وتأملاً مديداً يستهدف ضبط الذهن المضطرب، الفارّ أبداً إلى الخارج، وإحلال السكينة فيه، بحيث يصفو للروح ويتلقى رسائلها. إن سِفر الماضي المطوي فينا لايُفتح مالم نتعلم الإصغاء إلى الصوت الهامس في أعماقنا ؛ ذلك أن التذكر شأن الروح وحدها. وحدها الروح تسلط أشعة ذاكرتها لتضيء ظلمة الطبيعة الدنيا الزائلة المشدودة إليها مؤق
تاً.
38. عندما يحين أوان عودها للتجسد تشرع الذات الخالدة، أو الأنية العليا في رحلة العودة. إنها في تعطشها للخبرات التي ستجعل منها كائناً كاملاً، أي مرآة واعية للشعاع الإلهي، ترمي بالنفس (العليا أو الفردية) في تيار الوجود. وبعد أن تجمع من حولها ‘‘مادة’’ ذهنية ورغائبية ونجمية مناسبة لمرحلة تطورها الجديدة تسوّي وفقاً لقوانين الوراثة جسماً جُرمِياً يلبي حاجاتها الحالية والـكرمى الذي ينبغي أن تستهلكه. وتتحرك النفس عبر خبرات العمر متعلِّمة الدروس واحداً بعد الآخر : الولادة، الطفولة، الشباب، الرشد، الكهولة، الشيخوخة والموت هي دورة النمو التامة في العمر الواحد. ويأتي الموت تخلياً عن الأداة الجسمانية وراحة لاستيعاب الخبرات لتحويلها إلى مقدرات جديدة وحكمة أنضج هما الزاد لتجسد مقبل.
39. مع أن الولادة والموت سرّان توأمان، يبدو أن انشغال الإنسان برحلته مغادراً الحياة قد كسف اهتمامه برحلته قادماً إليها. على أن القبول بالتطور وقانون كرمى والتقمص تعليلاً لمسائل من الحياة تبقى بدونها بغير تعليل يقتضي أن دخول النفس جسماً جديداً لايقلّ درامية بالتأكيد عن مغادرتها جسماً بالياً. فبعد فترة راحة من النشاط في العالم الجسماني مطوَّلة تعود النفس كرّة أخرى، مدفوعة بباعث داخلي للسعي إلى خبرات جديدة تمضي بها قدماً في رحلة عودتها إلى أصلها الإلهي.
الفترة الطويلة بين عمرين أشبه ما تكون بالساعات الفاصلة بين وجبتين، حيث فترة الهضم والتمثُّل لاتقل أهمية عن الوجبة نفسها. وإبان الزمن بين عمرين تستخلص النفس (العليا) من خبراتها في حياة مضت زبدتها، ثم تعود بهذه الزبدة في تقمص جديد. وكما أن قطرة العطر تملأ الجو عبقاً كذلك الزبدة المستخلصة من خبرات الماضي تشكل الخصائص الأساسية للطفل العائد للتجسد.
تاً.
38. عندما يحين أوان عودها للتجسد تشرع الذات الخالدة، أو الأنية العليا في رحلة العودة. إنها في تعطشها للخبرات التي ستجعل منها كائناً كاملاً، أي مرآة واعية للشعاع الإلهي، ترمي بالنفس (العليا أو الفردية) في تيار الوجود. وبعد أن تجمع من حولها ‘‘مادة’’ ذهنية ورغائبية ونجمية مناسبة لمرحلة تطورها الجديدة تسوّي وفقاً لقوانين الوراثة جسماً جُرمِياً يلبي حاجاتها الحالية والـكرمى الذي ينبغي أن تستهلكه. وتتحرك النفس عبر خبرات العمر متعلِّمة الدروس واحداً بعد الآخر : الولادة، الطفولة، الشباب، الرشد، الكهولة، الشيخوخة والموت هي دورة النمو التامة في العمر الواحد. ويأتي الموت تخلياً عن الأداة الجسمانية وراحة لاستيعاب الخبرات لتحويلها إلى مقدرات جديدة وحكمة أنضج هما الزاد لتجسد مقبل.
39. مع أن الولادة والموت سرّان توأمان، يبدو أن انشغال الإنسان برحلته مغادراً الحياة قد كسف اهتمامه برحلته قادماً إليها. على أن القبول بالتطور وقانون كرمى والتقمص تعليلاً لمسائل من الحياة تبقى بدونها بغير تعليل يقتضي أن دخول النفس جسماً جديداً لايقلّ درامية بالتأكيد عن مغادرتها جسماً بالياً. فبعد فترة راحة من النشاط في العالم الجسماني مطوَّلة تعود النفس كرّة أخرى، مدفوعة بباعث داخلي للسعي إلى خبرات جديدة تمضي بها قدماً في رحلة عودتها إلى أصلها الإلهي.
الفترة الطويلة بين عمرين أشبه ما تكون بالساعات الفاصلة بين وجبتين، حيث فترة الهضم والتمثُّل لاتقل أهمية عن الوجبة نفسها. وإبان الزمن بين عمرين تستخلص النفس (العليا) من خبراتها في حياة مضت زبدتها، ثم تعود بهذه الزبدة في تقمص جديد. وكما أن قطرة العطر تملأ الجو عبقاً كذلك الزبدة المستخلصة من خبرات الماضي تشكل الخصائص الأساسية للطفل العائد للتجسد.
No comments:
Post a Comment