. ما ‘‘الأشباح’’ ghosts إلا ‘‘الأصداف’’ shells الفارغة أو الأجسام النجمية الحية، لكن غير المرئية، للذين ماتوا بعد أن عاشوا حياة أنانية. ففي أثناء ‘‘النوم’’ الذي يلي موت الجسم الجرمي، إبان عملية استعراض الحياة الأخيرة المعيشة، إذا رجحت كفة ‘‘الطلاح’’ فإن الصورة النجمية تظل بعض الوقت في العالم النجمي الذي يشكل أساس العالم الجسماني ويتخلّله. هذه الصورة مصنوعة من القوة والطاقة، وقوامها، والحالة هذه، تلك القوى الأنانية والمؤذية للآخرين. لهذه الصور تماسك نسبي لبعض الوقت - أسابيع، أشهر، بضع سنوات ؛ وهي تظهر لماماً لبعض الحسّاسين، فتكون مؤذية أو غير مؤذية تبعاً لطبيعة الشخص الحساس. وتجتذب جلسات محضِّري ‘‘الأرواح’’ وهواة التخاطب مع ‘‘الراحلين الأعزاء’’ هذه ‘‘الأصداف’’ القادرة على قراءة ما يدور في أذهان ومشاعر حضور الجلسة وعلى ‘‘تبليغ’’ ما استطاعت تلقّفه وجمعه من ذاكرات الجالسين بطريقة أو بأخرى. أما الروح الحقة للراحل فقد سبق أن دخلت حالة التفكّر العميق وهناك ليس بوسع أيٍّ كان أن يقلق راحتها أو ‘‘يحضّرها’’ من حيث إنها تكون منشغلة بأمور روحية محضة وبتقدّمها وهي تستوعب في خبرتها وطباعها الخير الذي فعلت والمواهب التي اكتسبت ونمّت في الحياة الأخيرة المعيشة.
54. في السنوات الأخيرة جمع باحثون طبيون شهادات مئات الأشخاص ممن اختبروا حالات ‘‘موت سريري’’ ونشروها. من أشهر هؤلاء الدكتور رايمند مودي والدكتورة إليزابث كوبلر-روس. إن خبرات هؤلاء الناس الذين أُنعِشوا بعد اختفاء العلامات الحيوية وعاشوا ورَوَوا ما حصل لهم عندما كانوا ‘‘أمواتاً’’ تنطبق على ما جاء في أدبيات الثيوصوفيا. الخبرة الأولى لغالبية هؤلاء هي عبور ‘‘نفق’’ مظلم قبل أن يعيد الوعي تصويب نظره فيستوعوا أنفسهم في جسم لطيف يشاهدون منه مشاهدة معزولة بدنهم على طاولة العمليات والفريق الطبي يقوم بإنعاشه أو في حطام السيارة وفريق الإنقاذ يسعفه.كما وجد العديد منهم نفسه في عالم من النور والحرية قابلوا فيه ‘‘كائناً نورانياً’’ هو تجسيد للمحبة الكاملة والتفهّم التام. وكثيراً ما اختبروا استرجاعاً أو استعراضاً حياً لدرجة مذهلة لحياتهم وجاءهم الأمر بالعودة لإتمام ما لم يُتِمّوا في هذا التجسد. ولقد تردد العديد منهم في ذلك وشهدوا جميعاً أن الخبرة قلبت حياتهم رأساً على عقب، فزال خوفهم من الموت وفهموا أن مهمتهم محبة الآخرين ومواصلة التعلّم حتى نهاية الحياة.
55. توصي تعاليم الحكمة القديمة بضرورة مساعدة المحتضر بتيسير انتقال النفس المغادِرة للجسم في جو هادئ مطَمْئِن. فليتصور المرء شعوره وهو ينسلّ من جسم حطّمه المرض ليجد نفسه طليقاً - على حيرته في البداية - لايعي أن عالم الوعي الذي دخله لتوّه ليس العالم الجسماني الذي تعوّد عليه طويلاً. فكما جاء في كتاب الموتى التيبتي يزداد هذا التكيّف صعوبة كلما أطال الذين ‘‘أحبوا’’ الشخص الميت غمّهم وحدادهم.
56. إن استيعاء حقيقة التقمص ينبغي أن يكون إلهاماً لنا، لأننا بتنا نعلم من خلاله أن الإنسان العظيم بإنسانيته يفصح في شخصه ومنجزاته عما ننطوي عليه من ممكنات وعما نستطيع أن نصيره بالجهد المخلص المثابر. وقود المستقبل، وفقاً لقانون العلة والمعلول، هو الزخم المتراكم للماضي. والذات الروحية أو الأنية العليا، في انتقالها عبر شخصيات أرضية، تدخر زاداً من الطبع الفردي يبقى خيطاً دائماً يضم كل الأعمار المنفصلة. هناك شعور لايوصف بالرضى العميق يرافق استيعاء أن الحياة الحالية ما هي إلا واحدة في سلسلة هائلة من الدورات تنتهي بالغاية المجيدة.
54. في السنوات الأخيرة جمع باحثون طبيون شهادات مئات الأشخاص ممن اختبروا حالات ‘‘موت سريري’’ ونشروها. من أشهر هؤلاء الدكتور رايمند مودي والدكتورة إليزابث كوبلر-روس. إن خبرات هؤلاء الناس الذين أُنعِشوا بعد اختفاء العلامات الحيوية وعاشوا ورَوَوا ما حصل لهم عندما كانوا ‘‘أمواتاً’’ تنطبق على ما جاء في أدبيات الثيوصوفيا. الخبرة الأولى لغالبية هؤلاء هي عبور ‘‘نفق’’ مظلم قبل أن يعيد الوعي تصويب نظره فيستوعوا أنفسهم في جسم لطيف يشاهدون منه مشاهدة معزولة بدنهم على طاولة العمليات والفريق الطبي يقوم بإنعاشه أو في حطام السيارة وفريق الإنقاذ يسعفه.كما وجد العديد منهم نفسه في عالم من النور والحرية قابلوا فيه ‘‘كائناً نورانياً’’ هو تجسيد للمحبة الكاملة والتفهّم التام. وكثيراً ما اختبروا استرجاعاً أو استعراضاً حياً لدرجة مذهلة لحياتهم وجاءهم الأمر بالعودة لإتمام ما لم يُتِمّوا في هذا التجسد. ولقد تردد العديد منهم في ذلك وشهدوا جميعاً أن الخبرة قلبت حياتهم رأساً على عقب، فزال خوفهم من الموت وفهموا أن مهمتهم محبة الآخرين ومواصلة التعلّم حتى نهاية الحياة.
55. توصي تعاليم الحكمة القديمة بضرورة مساعدة المحتضر بتيسير انتقال النفس المغادِرة للجسم في جو هادئ مطَمْئِن. فليتصور المرء شعوره وهو ينسلّ من جسم حطّمه المرض ليجد نفسه طليقاً - على حيرته في البداية - لايعي أن عالم الوعي الذي دخله لتوّه ليس العالم الجسماني الذي تعوّد عليه طويلاً. فكما جاء في كتاب الموتى التيبتي يزداد هذا التكيّف صعوبة كلما أطال الذين ‘‘أحبوا’’ الشخص الميت غمّهم وحدادهم.
56. إن استيعاء حقيقة التقمص ينبغي أن يكون إلهاماً لنا، لأننا بتنا نعلم من خلاله أن الإنسان العظيم بإنسانيته يفصح في شخصه ومنجزاته عما ننطوي عليه من ممكنات وعما نستطيع أن نصيره بالجهد المخلص المثابر. وقود المستقبل، وفقاً لقانون العلة والمعلول، هو الزخم المتراكم للماضي. والذات الروحية أو الأنية العليا، في انتقالها عبر شخصيات أرضية، تدخر زاداً من الطبع الفردي يبقى خيطاً دائماً يضم كل الأعمار المنفصلة. هناك شعور لايوصف بالرضى العميق يرافق استيعاء أن الحياة الحالية ما هي إلا واحدة في سلسلة هائلة من الدورات تنتهي بالغاية المجيدة.
No comments:
Post a Comment